أسس الإدارة

أن تكون جديداً في عالم الإدارة قد يسبب لك الكثير من المشكلات و المخاوف. بدايةً من الموظفين الذين يتسمون بصعوبة التأقلم، وصولاً إلى المدراء المتطلبين. فلا يمكنك أن تتنبأ من أين ستأتي مشكلتك القادمة. لذا فإنك كمدير ستواجه الكثير من التحديات و الإختبارات كل يوم و ستحتاج إلى حل المشكلات بسرعة و كفاءة.

في ربع القرن الأول من هذا القرن، شهدنا بيئة عالمية متغيرة باستمرار، جلبت تغييرات سريعة وجذرية لأنظمتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية. وقد أوجد هذا الواقع الجديد ما يُعرف بـ"الوضع الطبيعي الجديد" الذي ولّد مناخًا متقلبًا من الفوضى وعدم اليقين، ما كان له تأثيرات هائلة على المنظمات وقياداتها. وقد دار الكثير من النقاش حول الغرض المؤسسي، والاستدامة طويلة المدى، وكيفية دمج الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بفعالية ضمن ثقافات العمل الحالية. وفي الوقت الراهن، نشهد ممارسات عمل عن بُعد جديدة ناتجة عن التفكير الابتكاري لمواكبة المتغيرات؛ وبينما توفر هذه الاتجاهات الافتراضية مزايا تنافسية للأعمال، إلا أنها تطرح تحديات جديدة أمام المدراء والقادة.

ورغم أن التكنولوجيا تُحدث تحولات هائلة في حياتنا، من الحكمة تذكّر أن القيادة والإدارة تبقيان في جوهرهما مساعي إنسانية. ومن المفارقات أن الاحترافية الكاملة تتطلب إتقان إدارة الابتكار التكنولوجي، في حين لم تكن المهارات الشخصية "الناعمة" مثل التعاطف، والذكاء العاطفي، والتركيز على رفاهية الموظف، بهذه الأهمية على أجندات المؤسسات من قبل. نحن نعيش حاليًا صعود مفهوم "القائد الإداري" – وهو دور آخذ في التوسع يتطلب مجموعة أوسع من كفاءات القيادة، بدلاً من الاقتصار على أجندة "المعاملات" التقليدية المحدودة.

تستند هذه الدورة التدريبية إلى المبادئ النفسية وتوفر أدوات وتقنيات تُمكن المدراء الجدد وذوي الخبرة من مواجهة هذه الفترات المضطربة. وتتناول قضايا الإدارة الجوهرية وتستكشف المفهوم الأوسع "للقائد الإداري". وتُقدّم إرشادات عملية تساعد المؤسسة وموظفيها على البقاء منتجين، ومترابطين، وآمنين، وناجحين، مع الاعتراف بالحاجة إلى الاستفادة من فرص التحول الرقمي. وتهدف إلى تمكين المدراء من بناء مجموعة مهارات متنامية تشمل مفاهيم الشمول، والتفاعل، والمرونة، وسرعة الاستجابة، مع التأكيد على أن تطوير الموظفين يظل التزامًا أساسيًا في جوهر العمل الإداري.

ستُحدث هذه الدورة التدريبية  تأثيرًا عميقًا على الممارسات الإدارية للمشاركين؛ حيث يسعى إلى إعداد "قادة إداريين" قادرين على مواجهة التحديات الرئيسية لعصرنا بثقة، وتحقيق الأداء العالي، ورسم مسار واضح لتطورهم المهني.

تتضمن هذه الدورة التدريبية المحاور التالية:

• فهم سيكولوجية الأفراد، ودوافعهم المتنوعة، ومحركاتهم، ومهاراتهم
• تحليل القياسات النفسية لممارسات الإدارة لبناء أجندات تحوّل مستقبلي
• تبنّي سلوكيات يُحتذى بها لبناء الثقة وتعزيز الالتزام والمشاركة
• تطوير مهارات التدريب لبناء فرق أداء عالية – حضوريًا وعن بُعد
• التحول إلى "القائد الإداري" القادر على التكيّف مع تعقيدات الذكاء الاصطناعي من خلال التعاون والابتكار

بنهاية هذه الدورة التدريبية، سيكون المشاركون قادرين على:

• اختيار وتطبيق تقنيات واقعية لبناء الإمكانيات، وتحقيق الالتزام الجماعي، ورفع أداء الأفراد والفرق والمؤسسات
• مراجعة وتعزيز نقاط القوة الشخصية وتبنّي مهارات جديدة لرسم خطة للتطور المهني
• إدراك قوة مبادئ التنوع لبناء فرق سريعة الاستجابة وتركز على الحلول، حضوريًا وعن بُعد
• تعزيز المصداقية التنظيمية من خلال مهارات الاتصال، والإقناع، والتأثير
• تجسيد مفهوم "القيادة الإدارية" من خلال المرونة، والقدرة على التكيف، وسرعة الاستجابة لمتطلبات بيئة العمل المتغيرة

هذه الدورة التدريبية مناسبة لمجموعة واسعة من المهنيين، وستكون ذات فائدة خاصة لـ:

• الموظفين الذين يسعون للانتقال إلى أدوار إشرافية أو إدارية
• المشرفين الحاليين وقادة الفرق الراغبين في تطوير مهاراتهم القيادية والإدارية في عصر التحول
• قادة الفرق، مشرفي المواقع/العمليات، أخصائيي الموارد البشرية، مدراء التغيير، ومتخصصي تطوير المنظمات
• المدراء الجدد الذين لم يتلقوا تدريبًا إداريًا مسبقًا ويسعون لبناء الكفاءة والثقة
• الموظفين الطموحين المصنفين كـ "ذوي إمكانيات عالية" والذين يستهدفون برامج سريعة لتأهيلهم الإداري

تعتمد هذه الدورة التدريبية على مجموعة متنوعة من أساليب التعليم الموجّهة للبالغين لضمان أقصى درجات الفهم والاستيعاب والاحتفاظ بالمعلومات. سيتمكن المشاركون من ممارسة المهارات الإدارية في بيئة آمنة خالية من المخاطر، مما يُعزز الثقة في قدراتهم. وتُدعم المادة النظرية والتحليل النفسي بنقاشات موسّعة حول القضايا الإدارية، إلى جانب تمارين فردية وجماعية قوية تتيح التفاعل العملي وترسّخ المفاهيم في مواقف واقعية ديناميكية وملهمة.

وتتضمن الدورة أيضًا استخدام أدوات من البرمجة اللغوية العصبية (NLP) والذكاء العاطفي لتحسين الأداء الفردي. كما تُستخدم أدوات القياس النفسية لتقديم تغذية راجعة موضوعية حول نوع الشخصية، وأسلوب الإدارة، وتأثير السلوك على الأداء الفردي والجماعي. وتُستخدم نتائج التحليل كأدوات للتأمل الذاتي وتوجيه مسار تحسين الأداء المستقبلي.